نخب جميع النساء
نخب كل واحدة منا مع بطن كبيرة وعلامات على الجلد ومع أطفال – الذين قد يكونون جميعهم بالغين الآن مع أطفالهم. لكل واحدة منها تهدأ وتوبخ، ترعى وتتحدى، وتساعد أطفالها على النمو… لكل واحدة منا توازن بين كل شي وهي ترقص مع الملائكة على رأس الدبوس… قبل أن نفقد صوابنا ونبدأ بادخار المال لفواتير علاج أطفالنا.
نخب كل واحدة منا تجلس في عيادة إجهاض وتقول للطبيب إنها لا تريد أطفالا. ربما في الوقت الحالي فقط لأنها ليست مستعدة. أو ربما إلى الأبد. نخب من ترفض أن تشعر بالخجل والخوف واتخذت مع ذلك الخيار لأنها تعرف أنه الخيارالصحيح حتى لو كانت تتمنى بشدة أنها لم نتخذ هذا الخيار من البداية.
نخب كل من تحمل طفلا في داخلها فقط من أجل وضعه بين الأيدي المحبة لآخرين لا يريدون شيئا أكثر من انجاب طفل لكنهم لا يستطيعون. لكل واحدة منا تندم وتحلم بطفل، ولكل واحدة منا تمضي قدما بحياتها.
نخب المتبرعات بالبويضات اللواتي تم نفخهن بالهرمونات. نخب كل أم بديلة حملت في داخلها طفلا ليس لها.
نخب كل من تنتظر الرجل المناسب – أو المرأة المناسبة – لتكوين عائلة. ونخب كل واحد منا تقول “تبا لك، أنا لست في انتظار أي أحد أو أي شيء” وتتوجه إلى بنك الحيوانات المنوية استعدادا لتحمل كل شيء بمفردها.
ونخب كل من قالت إن “الأمومة ليس لي” وواجهت إدانات شديدة وكل النظرات الجانبية البغيضة من المجتمع الذي يمجد الأمومة – الذي يضع عقدة قديمة وكبيرة بلون الباستيل على شيء فوضوي وجامح لا يناسب كل شخص، ولكن يجعلنا نشعر بأن علينا أن نريده حتى أن لم نكن نريده بالفعل.
نخب كل واحدة منا فتحت منزلها لأطفال وُلدوا مع إدمان على المخدرات، وتشوهت أجسامهم من متلازمة الكحول الجنينية، والذين تركتهم أمهاتهم في حاويات قمامة.
(ونخب كل أم قامت بهذا الخيار الرهيب لأن الله وحده فقط يعلم ما الذي عانته خلال حياتها الصغيرة البائسة الذي دفعها إلى مكان تسيء فيه لجسدها الحامل، أو التخلي عن طفلها الرضيع).
نخب كل من عانت منا كل شهر، مع اختبارات تنبؤ الإباضة وسحب الدم والهرمونات وملازمة السرير، التي بقيت مستيقظة طوال الليل على الإنترنت وهي تقرأ عن أحدث العلاجات وأحدث الطرق لتتمكن من القيام بشيء تفعله النساء الأخريات بسهولة.
نخب كل واحدة منا على قائمة الانتظار للتبني – وتصلي في كل مرة يرن فيها الهاتف بأن تكون هذه المكالمة المنتظرة – هذه اللحظة الرائعة التي يقول فيها الصوت على الطرف الآخر من الخط “لقد وجدنا لك طفلا”.
نخب كل من قطعت مسافات حول العالم إلى بيوت أيتام في سايبيريا والصين، في كوريا والهند… التي تفتح ذراعيها لأول طفل يركض نحوها.
ونخب كل واحدة منا وقفت بذراعين خاليتين – التي تبكي على قبور مفتوحة، التي لا يزال ثدياها يعانيان من ذاكرة العضلات، التي نجت من ما لا يمكن تصوره، أسوأ شيء على الأطلاق، كابوس كل أم. نخب كل واحدة منا تستمر بالاستيقاظ كل يوم صباحا مع ألم لن يزول أبدا. نخب كل من تواصل الحياة عندما تكون هذه الحياة لا تطاق.
نخب كل واحدة منا من دون أم – سواء كانت أما بنفسها، ومن تنجح في اجتياز اليوم من دون أم، وهو أمر ليس بالسهل أبدا حتى عندما لا نفكربه.
نخب كل واحدة منا تحب والدتها وتتحدث معها يوميا، أو تكتب لها، أو تحلم بها بعد وفاتها.
نخب كل واحدة منها تكره أمها – ونخب كل واحدة منا تكرهها ابنتها – سواء كان ذلك للحظة وجيزة، أو لمدى الحياة. لأننا نعيش في عالم فوضوي وغير مثالي ونحن لا نتحدث عن ذلك بما فيه الكفاية.
نخب كل زوجة أب وكل واحدة منا تقرر أن تكون أما لطفل يحبها ويكرهها بقدر متساو.
نخب كل واحدة منا تمارس الجنس مع عدة أشخاص، وكل من تموت عذراء وكل من في الوسط.
نخب النساء المتزوجات والنساء العازبات والصديقات والمطلقات والأرامل والراهبات والعشيقات أيضا.
نخب كل واحدة منا وُلدت امرأة، ولكن ذلك لم يكن خيارها أبدا.
نخب كل واحدة منا لم تُولد بهذه الطريقة وتأخذ الهرمونات وتخضع لعمليات، لكل من قيل لها أنه لا يمكنها دخول حمامات السيدات، وتعرضت للسخرية والمضايقة والتنمر لأنها وُلدت في الجسم الخطأ، واختارت أن تكون ما تشعر به.
نخب جميع النساء – جميعنا – في أخويتنا المختلة وظيفيا والجامحة… بكل ألواننا وريشنا (أو الإسباندكس وريشنا) مع بريقنا وغرائنا، مع عظامنا وبشرتنا ونعومتنا.
ومع أطرافنا أيضا….
نخب الأخوات والصديقات والعمات والخالات وبنات العمومة والغريبات على متن الحافلة اللواتي لا نراهن أبدا.
نخب كل واحدة منا تبقى في المنزل وترعى الحديقة، وكل واحدة منا تسافر حول العالم لإدارة اجتماعات مجلس الإدارة.
يوم مرأة سعيد. لنا جميعا. لنقف بحرية وفخر ونرفع إحدانا الأخرى إلى أعلى المستويات الممكنة وغير المحدودة.