نتنياهو, بين المطرقة والسندان

الائتلاف يتشقق، العرب في اسرائيل يتظاهرون، مفاوضات السلام مع الفلسطينيين انهارت، والمحاولات الدبلوماسية لن تتصدى لإيران. لا زال يعتقد انه لا يوجد منافس لرئيس الوزراء، ولكن البقاء في الحكم لا يكفي. اسرائيل تحتاج اكثر من هذا من ’الملك بيبي’.

بنيامين نتنياهو، يا له من رجل سياسي. لا يمكنك أن تكون صاحب منصب رئيس الوزراء لأطول مدة متواصلة منذ حكم دافيد بن غوريون بدون أن يكون لديه حس دقيق وقدرات سياسية متطورة. بالتأكيد ليس في دولة منقسمة وعنيدة لهذه الدرجة.

لا يمكنك أن تحافظ عام تلو الآخر، على فكرة أنه لا يوجد بديل واقعي لقيادتك. هذا يتطلب المصداقية التي تأتي بعد خبرة سنوات، بالإضافة إلى القدرة على عرض هيئة من الكفائة، وكم كبيرة من الذكاء الإعلامي.

نعم، نتنياهو فعل هذا بمساعدة كون بعض هؤلاء الذين يريدون إسقاطه من الحكم متوسطين أو ساذجين سياسيا، مثل: رئيسة المعارضة السابقة من حزب العمل شيلي يحيموفيتش، مع الثقب الأسود الذي يحل مكان سياساتها الدبلوماسية، أو وريثها اسحق هرتسوغ، الفائق الإعتدال، أو يئير لبيد، القوة الثائرة للتغيير الذي تم تقييده في وزارة المالية، أو تسيبي ليفني، التي فقدت أكبر فرصة للتأثير عام 2009…

الآن نتنياهو مضطر أن يظهر مهاراته بالبقاء السياسي من جديد. هنالك معارضة كبيرة له حتى بداخل حزبه “الليكود”، حيث تجنيد موشيه فيغلين اليميني المتطرف الدائم لداعميه في قائمة أعضاء الحزب وصلت إلى عدد مفصلي، ومناورات سياسية مشبوهة هي وحدها التي أنقذت نتنياهو من الهزيمة في تصويت مفصلي في اللجنة المركزية لحزب الليكود. وأعضاء إئتلافه يتصارعون بعضهم ببعض. في اليمين، نفتالي بينيت واوري ارئيل من البيت اليهودي يطالبون ببناء المزيد من المستوطنات وبسياسات شديدة أكثر للتعامل مع الموجة الجديدة من العنف الفلسطيني. ارئيل يريد أن يغيير الأوضاع القائمة في الحرم القدسي، أن يتم ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، بدون أي إعتبار للعواقب. وفي اليسار، لبيد وليفني ينادون للإعتدال – أي شيء غير المزيد من البناء في الضفة الغربية أو الإثارة حول المسجد الأقصى.

هل ستنهار الحكومة بسبب الميزانية، بسبب قانون “إسرائيل كدولة يهودية” التي فشلت ليفني بإسقاطه يوم الأحد، أم بسبب القانون الذي يهدف بوضوح إلى دمار صحيفة يسرائيل هايوم المجانية التابعة لنتياهو وحليفه شيلدون ادلسون؟ أم أنها، رغم كل شئ، سوف تتماسك، في إنقسام متجمد، لأن معظم أعضائها يخشون الإنتخابات؟.

ولكن مهما كانت نتيجة الأزمة التي حلت على حكومته، وبالرغم من شعبية بينيت المتزايدة، وذكاء افيغادور ليبرمان السياسي، لا يجب الشك بأن نتنياهو سوف ينتصر من جديد، بالحفاظ على دعم الشعب والتفوق على منافسيه.

السؤال المهم هو: لماذا؟

بمعنى، لماذا نتنياهو لا زال باق؟ لأي هدف؟ ماذا يريد أن ينجز؟ ماذا يمكن أن نتوقع منه أن ينجز؟.

سجل إنجازاته، بالرغم من كونه طويل بصورة ملفتة للنظر، إلا أنه غير لامع.

لقد أثار غضب اليمين لأنه خذله. بحسب وجهة نظر اليمين، نتنياهو لم يقدم البناء في الضفة الغربية. أطلق سراح عشرات القاتلين الفلسطينيين في سبيل مفاوضات المحتم لها الفشل. ردة فعله للعنف حول المسجد الأقصى كانت دفاعية، ولم يسعى لإبعاد حماس عن غزة خلال الصيف، وكان ممكن أن يوافق على وقف إطلاق نار الذي يدع أنفاق حماس على ما هي.

أما اليسار، فغاضب لأن نتنياهو وصل إلى أسوء الأوضاع بموضوع الإستيطان: فقد أعلن عن خطط بناء خارج حدود 1967 كعقاب على الهجمات الفلسطينية، عازلا بهذا الولايات المتحدة ومعظم المجتمع الدولي. تهجم بشكل متكرر على محمود عباس، ملقي اللوم على رئيس السلطية الفلسطينية بالتصعيد بالعنف، الذي من الواضح أنه ناتج عن تحريض حماس خلال الأسابيع الأخيرة، حتى عند عمل السلطة الفلسطينية للحد من إنتشار العنف إلى الضفة الغربية. اسقط مفاوضات السلام بإدارة كيري عن طريق تعامله السيء مع أزمة إطلاق سراح الأسرى العرب ذو الجنسية الإسرائيلية في الربيع الماضي. تشاجر بشكل علني مع كيري وحكومة اوباما حول وقف إطلاق النار في غزة، التنسيقات الأمنية في الضفة الغربية، وتوقيف إيران، بعد أن أعلن بوضوح خطير عن إرادته لحكومة أمريكية بديلة. وأشرف على الإضعاف المتزايد لحس العرب في إسرائيل بصلة للبلاد.

المقال الكامل بالانجليزية هنا

عن الكاتب
دافيد هوروفيتس هو المحرر المؤسس لتايمز أوف اسرائيل. وقد كان رئيس هيئة التحرير في جروزالم بوست (2004-2011) والجروزالم ريبورت (1998-2004) وهو ايضا المؤلف لكتاب "الحياة الساكنة مع مفجرين" (2004) "واقرب من قريب الى الله" (2000) كما وانه شارك في كتابة "وداعا صديق: حياة ووصية اسحاق رابين" (1996)
تعليقات