السيسي يكشف عن معدنه
عبر اللقاء برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أثبت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرة أخرى أنه أجرأ قائد عربي في المنطقة.
تجرأ السيسي القيام بما يقوم به القادة العرب الاخير بشكل سري فقط – الجلوس مع قادة اسرائيليين، ومن بينهم نتنياهو ووزير الدفاع افيغادور ليبرمان.
ويدل لقاء نتنياهو السيسي مساء الاثنين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بوضوح على أن السيسي يشعر بثقة كافية في موقعه في مصر والعالم العربي لكشف وقوع هذا اللقاء.
وقال بيان صادر عن مكتب السيسي إن المحادثات ركزت على “استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل”.
وتباحث الزعيمان “سبل استئناف عملية السلام وإقامة دولة فلسطينية”، ورد في البيان.
وتم التطرق الى مواضيع كثيرة غير عملية السلام العالقة خلال اللقاء الذي استمر 90 دقيقة. بالإضافة الى التعاون الأمني الكبير بين اسرائيل ومصر في شبه جزيرة سيناء المضطربة والعلاقات الدبلوماسية.
ومن المرجح أن يكون أحد المواضيع المركزية خلال مباحثاتهما المبادرات المصرية الكبيرة في الأسابيع الأخيرة من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس من اجل اعادة سيطرة السلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
وقد تواصلت المخابرات المصرية مؤخرا، وانها تجري حاليا مباحثات مكثفة، مع قادة حركتي فتح وحماس من اجل اعادة السيطرة – على الاقل في المستوى البيروقراطي – الى حكومة رامي الحمد الله في غزة، بالإضافة الى ازالة العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على حماس من اجل الضغط على الحركة للتنازل عن الحكم في القطاع الذي سيطرت عليه عام 2007.
ووفقا لتقارير عديدة، الاجراءات التي يتم تباحثها تشمل ضم مسؤولين في حماس الى نظام حكم السلطة الفلسطينية، ونشر الحرس الرئاسي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في المعابر الحدودية مع اسرائيل ومصر، بما يشمل معبري ايريز وكرم ابو سالم.
ويعلم السيسي بالمخاوف الإسرائيلية الجدية حول عواقب هذه التطورات، ومن المرجح سعيه تخفيفها خلال محادثاته مع نتنياهو.
ومن جهته، يمكن لنتنياهو اعتبار الاعلان عن اللقاء كإنجاز، لأن ذلك يمنح الشرعية لادعاءاته بان علاقات اسرائيل مع العالم العربي بأفضل حال.
وكان برفقة نتنياهو رئيس مجلس الامن القومي الإسرائيلي، مئير بن شابات. وفي منصبه السابق كمدير الانشطة الجنوبية لجهاز الامن الداخلي، الشاباك، كان بن شابات يعلم كيف حماس تهرب المواد عبر المعابر الحدودية المصرية والإسرائيلية من اجل تعزيز قدراتها العسكرية في غزة. وقد كشف الشاباك العديد من محاولات التهريب هذه.

وقد وفر القسم الجنوبي للشاباك عدة مرات ادلة على التعاون بين حماس وولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش، الذي كان يحدث احيانا تحت أنف أجهزة المخابرات المصرية.
وفي الوقت الحالي، يتراجع التعاون بين حماس والتنظيم في سيناء، وهذا نتيجة الخطوات التي تم إحرازها بين القاهرة والحركة.
ولكن مع ذلك، يمكن الافتراض ان هذا تعاون لا زال جاريا الى حد ما. وفي الوقت الحالي، من المرجح ان تسعى مصر للإيضاح لإسرائيل أنه حتى في حال فتح معبر رفح مع غزة بوتيرة اعلى، سوف تأخذ مصر بعين الإعتبار المصالح الأمنية الإسرائيلية، وسوف تعمل لمنع التهريب الى غزة – بالرغم من استبعاد تطبيق هذه التقييدات بشكل فعلي.
ويخلق اللقاء بين الزعيمان الإسرائيلي المصري تناقض معين. من جهة، نظام السيسي يقترب من حماس مؤخرا وقادة الحركة اصبحوا ضيوف مرحب بهم في القاهرة. ومن جهة اخرى، المحادثة بين السيسي ونتنياهو قد تمهد الطريق لاوضاع امنية مستقرة اكثر بين اسرائيل وحماس. ولكن لا يمكن تجاهل غياب عباس من اللقاء، ومكانته سوف تتراجع في حال توصل اسرائيل، حماس ومصر الى اي اتفاق يخص قطاع غزة.